أطلقت المملكة العربية السعودية هذا العام مشروع التحوّل الرقمي في وزارة الحج والعمرة فى سبيل تقديم خدمات ناجحة لحجاج بيت الله الحرام. و ها نحن نشاهد كل يوم تقنية حديثة مقدمة من وزارة الحج تسعى من خلالها تقديم المزيد من الإحسان في خدمة الحجاج مما يجعلنا فخورين بهذا التطور الهائل الغير مفاجئ و الذي يتبع سياسة دولة جعلت خدمة الحجاج الاولوية الأولى لها.
فبما أن تسخير التقنية هو التوجه القادم لوازة الحج فأردت تقديم مقترحات متواضعة بحكم تخصصي في هذا المجال و التي ستكون عبر استعراض بعض التقنيات و الإفكار و التي من خلالها قد يتم تسهيل المزيد من الأمور للحجاج و الجهات التنظيمية السعودية على الرغم أني واثق من أن القيادة لديها بالفعل مخططات تتعدى ما سوف أستعرضه و لكن وطنيتي تستدعي علي تقديم هذه الإقتراحات على أية حال.
التقنيات الحديثة التي سوف اتطرق لها و التي يمكن تسخيرها إما في التسهيل على الحجاج أداء مناسكهم أو مساعدة الجهات المختصة في تنظيم الحج هي:
- الواقع المعزز او كما يسمى بـ الـ AR (Augmented Reality)
- الواقع الإفتراضي أو كما يسمى بـ الـ VR (Virtual Reality)
- تقنيات تحليل البيانات الضخمة Big Data Analysis
- التقنيات التي تعتمد على الذكاء الإصطناعي و الـ Machine Learning
- التقنيات الملبوسة Wearable technology
- انترنت الأشياء IoT
- التسيير الذاتي Automation
- الـ درونز Drones
سهولة التواصل عبر الـواقع المعزز
قد تكون هنالك صعوبات تواصل ما بين الجهات التنظيمية و الحجاج بسبب حاجز اللغة لاسيما أن الحجاج يأتون من جميع أرجاء العالم و بلغات عديدة و قد تكون الترجمات على اللوحات الإرشادية لا تشمل كافة اللغات. هنا يمكن الإستفادة من إستخدام تقنية الواقع المعزز في تحسين هذه الآلية حيث يمكن وضع علامة رمزية عند جميع اللوحات الإرشادية و عن طريق هذه العلامات يمكن للحاج بكل يسر مجرد توجيه كاميرة هاتفه اليها و سيقوم التطبيق بعرض الإرشادات بلغته الخاصة. كما يمكن التحكم النص الذي يعرض في الهواتف في أي وقت كان بكل سهولة في حال تواجد أمر طاريء يتدعي تغيير الإرشادات.
كما يمكن أيضا إستخدام نفس التقنية في عرض فيديوهات تعليمية بلغة الحاج عند الوصول لمناطق معينة حيث يقوم الفيديو بشرح كيفية أداء الفريضة. و هنا قد نستخدم موقع الحاج الجغرافي و قربه من جهات معينة أو نقوم بوضع لوحات تحتوي على رموز خاصة مثل ما تم شرحه مسبقا
تهيئة الحجاج القادمون عبر الـواقع الإفتراضي
يمكن إستخدام تنقية الواقع الإفتراضي او الـ VR في تهيئة الحجاج للرحلة الدينية قبل أن يأتو من بلدان. فيقوم الحاج بإستعراض الأماكن التي سيكون بيها من مخيم الى الطرق و الاماكن الرئيسية عن طريق هذه التقنية في بلده و بالتالي سيكون أكثر إستعدادا لما هو قادم و على دراية بتفاصيل قد لا يدركها مبكرا. و يمكن إستخدام هذه التقنية أيضا كأداة تعريفية لغير المسلمين لهذه الرحلة العظيمة المقدسة حيث يتسنى لهم خوض الرحلة و التعرف على الاماكن المقدسة و هم في منازلهم. و ستقوم هذه الفيديوهات المعززة بالرد بشكل غير مباشر على كل من يشكك بالجهد المبذول من دولتنا في عملية التنظيم و التسهيل حيث ستبين ما تم عمله بشكل حقيقي واضح بدون أي تشويه.
توقع اوقات و أماكن الإزدحام عن طريق إنترنت الأشياء و الذكاء الإصطناعي لإختيار المكان و الوقت المناسب
يمكن أيضا إستخدام إنترنت الأشياء بطرق كثيرة منها على سبيل المثال وضع حساسات حركة في اماكن معينة في المسارات و من ثم تحليل و معالجة البيانات و عرضها على خريطة تفاعلية خاصة بالحج تتواجد على هيئة تطبيق حيث يمكن لأي حاج معرفة نسبة ازدحام مسار معين قبل الخروج له (مثل ما يتم عمله في تطبيق قووقل للخرائط) و بالتالي تقل نسبة الإزدحام في المسارات خصوصا اذا تم استخدام هذه المعلومات بحنكة من قبل منظمين الحملات لتحديد موعد إنطلاقهم. و هنا يمكن أيضا إستخدام الذكاء الاصطناعي و الـ machine learning حيث عن نقوم بتغذية خوارزميات خاصة بمعلومات سير الحجاج بالاضافة الى الاواقات و الاماكن و درجات الحرارة و من هنا تستطيع هذه الخوارزميات في السنين القادمة بتوقع الازدحامات قبل أن تحدث و أماكنها و أوقاتها مما سيسهل على الجهات التنظيمية حل هذه النقاط قبل بدأ الحج. و تقوم هذه الخوارزميات أيضا بإعطاء الحجاج النصائح و التوقعات متى يكون الطريق أقل زحمة و متى انسب وقت لعمل فريضة معينة.
إهتمام صحي لحظي للحجاج و تواصل فوري عبر التقنيات الملبوسة
و بإستخدام التقنيات الملبوسة فـ المملكة كانت سباقة حيث تم عمل إسوارة خاصة للحاج تحتوي على معلوماته الشخصية و الصحية بالاضافة الى موقعه الجغرافي الحالي و بالرغم من العمل الرائع هنا الى أن هنالك مجال للتحسين بشكل كبير أيضا حيث من الممكن دمج حساسات نبض القلب و ضغط الدم حيث يقوم بقياس هذه المعلومات من فترة الى أخرى لمعرفة ما اذا شخص كان على مشارف وعكة صحية أو ضربة شمس و بالتالي إرسال فريق صحي إليه بشكل لحظي حيث يتواجد موقعه الجغرافي و ملفه الطبي بشكل كامل و بالتالي تقل نسبة الاصابات الصحية. كما يمكن تزويد هذه الأساور بمكبرات صوت حيث تستطيع الجهات المنظمة ارسال رسائل صوتية في حال وجود حالة طوارىء حيث تكون هذه الرسالة مخصصة على حسب الموقع الجغرافي و ترسل بلغة حامل الأسوارة
كما يمكن عمل خدمة تتيح لفرد العائلة الحاجه معرفة موقع فرد اخر من خلالها و ذلك تجنبا للضياع خصوصا ضياع الأطفال.
كما يجب التنويه بأن هذه المعلومات التي نقوم بالحصول عليها من الاساور هي (كنز) فعلي اذا ما تم جمعها و تخزينها بطريقة صحيحة حيث يمكن إستخدام الـ machine learning لتوقع العديد من الامور و التصرفات و التي من شأنها أن تفيد المنظمين في السنين القادمة.
مواعيد قطار الحرمين و الحجز الإلكتروني عبر التسيير الذاتي
ربط مواعيد وصول و انطلاق قطار الحرمين من المحطات المختلفة بتطبيقات الأجهزة الذكية سيسهل أيضا على حجاج الحرمين و حجز جزء من القطار لمن يقوم بـ “الحجز” مسبقا عن طريق التطبيق حيث يختصر وقت الإنتظار لمن يقوم بالحجز مسبقا و الذهاب للقطار في الموعد المحدد.
مراقبة أكثر مرونة و وصول سريع عبر الـ Drones
بالنسبة للجهات المنظمة يمكنها الحصول على مجال أكثر مرونة و دقة للمراقبة عن طريق الـ drones او الطائرات دون طيار صغيرة الحجم حيث يقوم مختص بتوجيهها عن بعد و يتم مراقبة الأماكن عن طريق كاميرا عالية الجودة حيث تستطيع هذه الطائرات الوصول الى أماكن عديدة يصعب الوصول اليها و يمكنها الوصول سريعا في حال تطلب الأمر و يمكنها أيضا حمل معدات أو أدوات.
تصدي إعلامي لحظي لمحاولات التشويه عبر تحليل البيانات الضخمة
و أخيرا يمكن تسخير تقنيات تحليل البيانات الضخمة و تقنيات تحليل النص من خلال جمع جميع المقالات و التغريدات و المنشورات الموجودة على الانترنت بشكل تلقائي سريع و يتم تحليل جميع ما كتب سواء في جميع ارجاء العالم و معرفة آراء الناس و انطباعاتهم عن الحج بشكل لحظي تلقائي بدون تدخل بشري. و هنا يمكن للجهات الإعلامية معرفة ما يتم التحدث عنه في الخارج و تعزيز ذلك أو مواجهته اذا ما كان من الأكاذيب حيث نكون سباقين في معرفة ما الذي يتم تداوله قبل أن ينتشر و يصبح Trend
هنالك أيضا العديد من المجالات التي لم اتطرق لها هنا و التي يمكن تحسينها عبر التقنية و لكن لعل ما ذكرت هو الأهم و الأسهل للتنفيذ.
و كل عام و انتم بخير